توّلد من هذه الأفكار مستوىً جديدًا من الوعي وحالة قلقة من الشعور بالمسؤولية. فإذا كان للطفولة كل هذه الأهمية فإن طبيب الأطفال يتحمل دورًا كبيرًا في رعايتها وتنميتها. فهو المؤهل علميًا لذلك. وعيادة الأطفال من الأماكن التي يتردد عليها الأهل بصحبة أطفالهم في مراحلهم المبكرة. ولا يزال لطبيب الأطفال قدر كبير من المصداقية عند الأهل يستطيع من خلالها العمل معهم لدعم طفولة أبنائهم لبناء مجتمع سوي متعاف.
يولد من رحم هذه الأفكار طبيب أطفال جديد ذو دورٍ مختلفٍ تمامًا؛ فهو ليس مجرد شخص يعالج الرشوحات والتهابات الحلق والسعال – على أهمية هذا الدور – بل حارسٌ على طفولة مجتمعه وضامنٌ لمستقبل هذا المجتمع.
لم يكن تحقيق هذه الأفكار على أرض الواقع نزهة صيفية، إذ لا يكفي أن تكتشف ما هو هام وتقوم بتطبيقه فورًا. فقد جاء تطبيق هذه الأفكار في المجتمعات عبر مراحل كثيرة من تطوير العلوم وسن القوانين وبناء المؤسسات الراعية لتنفيذها على أرض الواقع ودفع الكثير من الأموال وذلك عبر سنوات وعقود كثيرة. فلا بد إذًا من دراسة واقع المجتمع ووضع نظام للأولويات ومحاولة تحقيق ما أمكن من هذه الخدمات بطريقة تضمن استمراريتها وبقاءها دون فرض مزيد من العبء على الأهل. فالهدف في النهاية هو مساعدة الآباء والأمهات وليس تحميلهم المزيد من الشعور بالذنب والعجز اتجاه أبنائهم .
نشأت فكرة الحكيم فرات من خلال التفاعل بين الشعور بحاجات الأهل، التجارب العالمية في تقديم خدمات
الطفولة، الثورة العلمية في هذا المجال ومحاولة تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع. وهنا أسرد تلك الخيوط
والتي تشكل مجتمعة نسيجًا واحدًا متماسكًا هو فكرة الحكيم فرات:
إذ يتم فيها بناء أسس وقواعد تطور الطفل الجسدي والعقلي ووظائف أجهزته وأعضائه. إن البناء القوي في هذه المرحلة يعطي للطفل انطلاقه قوية تمكنه من تحقيق قدراته لاحقًا كإنسان بالغ .
ينبغي أن تتوسع خدمات طبيب الأطفال لتشمل جميع مجالات نمو وتطور الطفل من طبية ونفسية وعقلية وتغذوية، بحيث يتم متابعة جميع هذه النواحي في مكان واحد وذلك لإقتناص فرصة وجود الأطفال وأهاليهم في هذا المكان.
إن العمل على عدم تطور المرض بدلًا من انتظار حدوثه وعلاجه يعد أولوية في ممارسة طبيب الأطفال.
يتواجد طبيب الأطفال في موقع مهم من حياة الطفل إذ أنه من الأشخاص القلائل الذين تتاح لهم فرصة التعامل مع الطفل في سنواته الأولى.
إن إكتشاف المشاكل مبكرًا والعمل على حلها هو أكثر فاعلية وأقل كلفة من تركها تنشب جذورها في جسم الطفل.
لا يمكن فصل الجسدي عن النفسي أو العقلي أو التغذوي؛ إذ يتأثر كل ركن فيها بتطور أو تدهور باقي الاركان.
أما الاستدامة فتأتي من خلال قدرة طبيب الأطفال على الاستمرار بتقديم هذه الخدمة ويعتمد ذلك على إيجاد
موارد مالية لدعم بقاءها. توفير الطاقم المؤهل والكافي لتقديمها وتطويرها والعمل على تطوير ثقافة الأهل
لإقناعهم بأهمية هذه الخدمة.
أخصائي طب أطفال وحديثي ولادة
أخصائي سلوك وتوحد
أخصائية تربية خاصة
عبر سنوات عديدة من البحث والجهد إستطاع الحكيم فرات تقديم مجموعة متميزة من هذه الخدمات واستدامتها، يستطيع المتصفح لهذا الموقع الإطلاع على أبرزها ولكن من يعيش الأثر الحقيقي لهذه الخدمات على الأطفال وأهاليهم لا يستطيع أن يقتنع بما هو موجود فرحلة الحكيم فرات لا تزال مستمرة ومحطتنا القادمة هي الأفق الواسع .