الحكيم فرات كريشان مركز متكامل لطب الاطفال والتوحد والتدخل المبكر

حساسيات الطعام

حساسيات الطعام

تحدث حساسية الطعام عندما يقوم الجسم بردّة فعل مبالغ فيها تجاه بروتينات بعض الأغذية والتي لا تعتبر ضارة أو مؤذية في العادة، تتراوح ردّة الفعل هذه من البسيطة الى الشديدة .

عند من تحدث حساسية الطعام ؟

غالباً ما تبدأ حساسيات الطعام بالظهور عند الرضع والاطفال دون عمر ست سنوات ولكنها قد تحدث عند أي عمر، تؤثر حساسيات الطعام بأنواعها المختلفة على طفلٍ من بين عشرين وتزداد احتمالية تطورها لدى الاطفال الذين يعانون من حساسيات مختلفة أو اولئك الذين يعاني أفراد عائلتهم من الحساسية .

أعراض حساسيات الطعام

عندما يبالغ جهاز المناعة في ردَّة فعله تجاه بعض الاطعمة فإن النتيجة تكون الاعراض التالية :

      الجلد

–  الشريَّة (طفح أحمر بارز يشبه لدغات البعوض)

اكزيما (بقع جافة شديدة الحكة)

انتفاخ وتورم في الشفاه والجلد

مشاكل في التنفس

عطاس

صفير

شعور بالضيق في الحلق

المعدة والامعاء

غثيان

استفراغ

اسهال

الاوعية الدموية والقلب

شحوب في الجلد

دوخة

فقدان للوعي

إذا تأثرت عدة أجهزة في الجسم مرَّة واحدة، فإن ردَّة الفعل غالباً ما تكون شديدة وقد تكون مهدَّدة للحياة، يُسمى هذا النوع من ردَّة الفعل بالصدمة التحسسية وتحتاج الى تدخل طبي فوري .

مشاكل تشبه حساسية الطعام ولكنها ليست كذلك؟

تتنوع المشاكل الناتجة عن تناول الطعام، قد نعتقد أحياناً بأنها حساسيات، ولكنها ليست كذلك

* التسمم الغذائي

يؤدي الى اسهال واستفراغ ويكون السبب عادة وجود بكتيريا في الطعام الفاسد أو غير المطهو بشكل جيد

* مواد كيميائية وآثارها

تحتوي بعض الاطعمة على مواد كيميائية قد تؤثر على وظائف الجسم؛ فمثلاً تحتوي المشروبات الغازية على مادة الكافيين والتي قد تجعل الطفل يبدو مرتعشاً ومتوتراً

* تهيج الجلد الناتج عن الاطعمة

غالباً ما يظهر عند تماس الجلد مع أغذية حامضة مثل البرتقال والطماطم، حيث يتطور احمرار في الجلد حول منطقة الفم

* الاسهال

يحدث عند الاطفال الصغار عند شربهم للكثير من السوائل التي تحتوي على السكر مثل عصير الفاكهة .

بعض مشاكل الطعام تُسمى ” عدم تحمُّل” ولا تعتبر تحسساً لأن أعراضها لا تنتج عن ردَّة فعل مناعية، فمثلاً عدم تحمل مادة اللاكتوز الموجودة في الحليب ومشتقاته والتي تؤدي الى انتفاخ والآم في البطن واسهال عند تناول الحليب ومشتقاته لا تعتبر تحسساً .

تحدث بعض ردود الفعل نتيجة للصبغات والمواد الحافظة الموجودة في الأغذية، صحيح بأن بعض الاطفال يتحسسون منها ولكن ذلك النوع من التحسس يعتبر نادراً جداً.

ما هي الأغذية التي تسبب التحسس

قد يتحسس الطفل من أي نوع من الاطعمة، ولكن تلك الاكثر شيوعاً هي

* الحليب البقري

* البيض

* الصويا

* الفول السوداني (الفستق)

* القمح

* المكسرات مثل البندق، الكاجو،اللوز

* الاسماك

* القشريات مثل الجمبري

تعد المكسرات والاسماك والفول السوداني من أهم الأغذية التي تسبب حساسيات شديدة

قد يتحسس بعض الاطفال من أطعمة اخرى مثل اللحوم، الفاكهة، الخضار، الحبوب والبذور مثل السمسم

قد يكون التحسس غريباً، قد تعتقد – مثلاً- بأن الاطفال الذين يتحسسون من الفول السوداني – وهو من عائلة البقوليات- سيتحسسون كذلك من فول الصويا والفول الاخضر ولكن الواقع غالباً ما يكون غير ذلك؛ فالأطفال الذين يتحسسون من الفستق غالباً ما يتحملون فول الصويا

* حساسية حليب البقر : 90% يتحسسون من حليب الماعز

                           40% يتحسسون من حليب الصويا

* البيض : 5% يتحسسون من الدجاج

* الفستق : 30% يتحسسون من المكسرات

* السمك : 40% يتحسسون من الاسماك الاخرى

                 فقط 5% يتحسسون من القشريات(الجمبري                 واللوبستر)

      * الشمام : 90% يتحسسون من الموز والافوكادو

كيف يتم تشخيص حساسيات الطعام ؟

إذا شككت بأن طفلك يعاني من حساسية الطعام، تواصل مع طبيب الاطفال، سيقوم الطبيب بالبحث في تفاصيل الحالة والعلاقة بين الاطعمة واعراض الصغير .

تكون الامور واضحة في بعض الاحيان، فمثلاً إن ظهر طفح جلدي وانتفاخ في الشفاه مباشرة بعد تناول البندق فغالباً ما يكون السبب تحسساً .

ولكن الاعراض لا تكون سريعة دائماً، فقد يسبب التحسس مشاكل مزمنة تتطور عبر فترة زمنية طويلة مثل الإكزيما والآم البطن المتكررة، وفي أحيان اخرى يكون للاعراض أسباباً اخرى غير التحسس .

كما وأن الأغذية غالباً ما تكون معقدة، فإذا ظهرت أعراض التحسس لدى الطفل بعد وجبة معينة فإن بحثك في مكونات الوجبة سيظهر لك كم أن مكوناتها كثيرة ومعقدة .

تتوفر فحوصات عديدة لاكتشاف أسباب التحسس . فمثلاً نستطيع اجراء فحص مخبري على عينة من دم الطفل لاكتشاف مسببات التحسس، الفحص الآخر هو عن طريق وخز الجلد وهو فحص غير مؤلم، حيث يتم إحداث خدش بسيط في الجلد ووضع خلاصة مادة غذائية عليه، عندما يكون الفحص ايجابياً سيظهر انتفاخ بسيط مكان الخدش .

لكن هذه الفحوصات ليست مثالية، فقد يتحسس الطفل من مادة ما ولا يظهر ذلك في الفحص، في المقابل، فإن الفحص قد يكون إيجابياً (يخبرنا بأن الطفل يتحسس من هذا الطعام) ولكن الطفل في الواقع لا يتحسس منه، بمعنى انه يستطيع تناوله دون ظهور أعراض .

تقوم هذه الفحوصات – كذلك- بفحص الاغذية المشهورة بكونها تسبب التحسس بينما قد يتحسس الطفل من أشياء أخرى ليست جزءاً من الفحص (مدى الفحص محدود)

في الحالات الضبابية، قد يقوم طبيب الاطفال باستشارة أخصائي التحسس، الذي سيجري مزيداً من الفحوصات، إذا لم تظهر هذه الفحوصات شيئاً فإنه غالباً ما سيقوم بتقديم بعض الاطعمة للطفل في عيادته ومراقبة ردَّة فعله، يُسمى ذلك الاختبار؛ ” تحدي الطعام” .

كيف يتم علاج حساسيات الطعام؟

الطريقة الاساسية في التعامل مع حساسيات الطعام هي عن طريق تجنب الاغذية المسببة للتحسس، ولكن؛ ينبغي على الأهل أن يكونو جاهزين للتعامل مع الاعراض عند حدوثها في حال تناول الطفل الطعام عن طريق الخطأ .

ينبغي كذلك توعية الطفل بالاغذية الواجب تجنبها وتمييز أعراض التحسس حال حدوثها واخبار البالغين بذلك، كما ويمكن تعليم الطفل أخذ العلاجات الطارئة بنفسه إن كان كبيراً بما فيه الكفاية .

تجنُّب الاطعمة

في حين أن سياسة تجنب الاطعمة تبدو سهلة للوهلة الاولى، الا أن هناك الكثير مما ينبغي معرفته؛ اليك بعض الامثلة :

* المواد الغذائية التي تشتريها من السوق

عندما تشتري أطعمة من السوق، تأكد من قراءة قائمة المحتويات بعناية ودقة، قم بقراءة القائمة في كل مرة تشتري فيها المنتج فقد تتغير المحتويات .

يُلزم القانون جميع الصناعات الغذائية بذكر المحتويات المعروفة بكونها من مسببات التحسس مثل : الحليب، البيض، الفول السوداني، المكسرات، القمح، الاسماك، القشريات، وفول الصويا .

ولكن الامور لا تكون واضحة دائماً فمكونات تحت اسم “نكهات طبيعية”، “بهارات” قد تحتوي على مواد تسبب التحسس، قد تحتاج أحياناً الى التواصل مع المنتج لمعرفة التفاصيل .

* الاغذية المعدَّة في المنزل

تأكد من أن طعام الطفل “الآمن” لا يختلط بأي شكل بالأطعمة المحسسة، قد يكون الموضوع دقيقاً؛ فمثلاً قد نستخدم ملعقة لسكب طعام الطفل ويكون قد علق بهذه الملعقة طعام غير آمن وذلك بسبب استعمالها لسكب أطعمة اخرى، قد نستعمل الشواية لصنع طعام للطفل ويكون قد علق بها طعام غير آمن من اليوم الماضي

(قد تسبب كميات بسيطة جداً من الطعام لا تُرى بالعين المجردة صدمة حساسية لدى الاطفال شديدي التحسس) .

تأكد بأن جميع الادوات التي تستعمل في تحضير وسكب الطعام نظيفة تماماً، تأكد كذلك من عدم تخزين أغذية الطفل بالقرب من الاغذية غير الآمنة .

* في المطاعم

قد يكون تناول الطعام في المطاعم مسألة شائكة، ينبغي التخطيط لها بعناية .

تحدث مع شخص في المطعم يعرف مكونات الطعام وطريقة اعداده بشكل دقيق وأخبره بالأغذية التي يتحسس منها طفلك .

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه الاسماك أو القشريات فإن زيارة المطاعم البحرية تُعد فكرة سيئة، حتى وإن تناول الطفل فيها أطعمة لا تحتوي على السمك؛ إذ يصعب تجنب اختلاط الاطعمة ولو من خلال استعمال نفس الادوات (ظاهرة التحسس شديدة الفعالية ولا تحتاج الى كمية كبيرة من المُحسس، يكفي مثلاً أن يمسك شخص ما بالاسماك ومن ثم يلمس الصحن الذي سيتناول فيه الطفل طعامه ليتسبب ذلك بنوبة تحسس جديَّة)

أما الاطفال الذين يعانون من حساسية المكسرات، فإن ارتياد مخابز الكيك يكون محفوفاً بالمخاطر وينبغي تجنبه .

لا يمكن تجنب اختلاط الاطعمة في البوفيهات المفتوحة، ولذلك فإنها لا تُعد خياراً مناسباً .

* التعامل مع الحالات الطارئة

يُعد دواء الايبينفرين (Epinephrine) العلاج الاساسي للحالات الخطرة . فعندما تبدأ شفاه الطفل بالانتفاخ وصدره بالصفير، قُم فوراً باعطاء هذا العلاج . يُعطى الايبينفرين عن طريق الحقن (يأتي على شكل قلم مدَّرج)، سيقوم طبيب الاطفال بتعليمك الطريقة الصحيحة لإعطائه. إذا كان الطفل كبيراً بما يكفي فإنه يستطيع أخذه بنفسه .

نستطيع اعادة الجرعة مرة تانية بعد 10 دقائق إذا لم يصل الاسعاف .

من المهم أن يتعلم جميع من يقومون على رعاية الطفل الطريقة الصحيحة في اعطاء العلاج، كما وينبغي أن يتوفر العلاج بشكل دائم مع الطفل، يضع هؤلاء الاطفال عادة اسوارة أو عقد يحتوي على معلومات حول حساسيتهم .

ينبغي زيارة الطوارىء دائماً في حالات التحسس الشديد – حتى ولو بعد اعطاء الحقنة – إذ قد يحتاج الطفل الى مزيد من العلاج أو التقييم، لا تُغادر الطوارىء قبل مرور أربع ساعات على الاقل من اختفاء الاعراض، إذ قد تعود للظهور مرة أخرى .

يقوم الايبينفرين بفتح القصبات وعلاج الاختناق ورفع ضغط الدم ويُعد بذلك منقداً للحياة .

في الحالات الابسط مثل ظهور طفح جلدي بسيط، يمكن السيطرة على الاعراض عن طريق استعمال أدوية مضادات الهيستامين كما ويمكن استعمال بخاخات الربو للسيطرة على الصفير .

حساسيات الطعام والمدرسة

عندما لا تكون موجوداً مع طفلك مثل وقت المدرسة، الحضانة أو مراكز النشاطات الصيفية، ينبغي أن يكون هناك خطة واضحة لتجنب الاطعمة، معرفة وعلاج الاعراض وطلب الرعاية الطبية، تواصل مع الكادر المشرف على طفلك منذ البداية وتأكد بأن خطة العمل واضحة ومفهومة من الجميع .

* المعلومات الطبية

قدم للكادر المسؤول عن رعاية طفلك خطة عمل مكتوبة من قبل طبيب الاطفال تتحدث عن حساسية الطفل، أنواع الاغذية الممنوعة، الاعراض وطريقة التعامل معها، تأكد من أن الجميع قد فهم هذه الخطة

* الأدوية

وفَّر للمدرسة، الحضانة أو النادي الصيفي أدوية طفلك، تأكد بأن اسمه مكتوب عليها بشكل واضح وبأنها موجودة في مكان غير مغلق لسهولة الوصول اليها، أو في حقيبة الطفل (إن كان ذلك مسموحاً)، تأكد كذلك من وجود شخص مؤهل لاعطاء العلاج .

* معلومات للتواصل

قدم للمدرسة أو الحضانة أرقاماً للتواصل معها في حالات الطوارىء

* السياسات

تأكد من وجود سياسة “عدم تشارك الطعام” في المدرسة وعلى رأسها عدم تناول الطعام في باص المدرسة، قم بالتواصل مع مسؤول النشاطات والتأكيد على هذه السياسة قبل ذهاب الطفل في رحلة مدرسية، تواصل مع قسم الفنون للتأكد من عدم استعمال الاطعمة كمواد في الفن أو الحرف اليدوية .

* وفَّر بدائل

قدم لطفلك ما يكفي من الطعام والوجبات الخفيفة الآمنة حتى لا يضطر للطلب من زملائه .

* هل سيتجاوز طفلي حساسية الطعام

الخبر الجيد هو أن كثيراً من الاطفال سيتجاوزون حساسيات الطعام خلال طفولتهم .

فمثلاً؛ يتجاوز (80-90)% من الاطفال الذين يعانون من حساسية البيض، الحليب، القمح وفول الصويا حساسيتهم بحلول عامهم الخامس .

في المقابل فإن بعض الحساسيات تكون أكثر عناداً، فمثلاً يتجاوز طفلٌ من بين خمسة فقط حساسية الفول السوداني، أما بالنسبة لحساسية الاسماك والمكسرات فإن الذين يتجاوزنها يكونون أقل بكثير .

سيقوم أخصائي الحساسية باجراء فحص دوري للتأكد من أن طفلك قد تخلص من حساسية وتستطيع بذلك ادخال الطعام له بشكل آمن .

تذكرّ

قد تكون حساسيات الطعام خطيرة وقاتلة .

عندما يتم تشخيص طفلك بها، تأكد من عدم تناوله لهذه المواد.

تأكد كذلك من وجود خطة عمل واضحة للتعامل مع الاعراض كن حريصاً على إطلاع الاشخاص الذين يقومون برعاية طفلك بطبيعة التحسس والاعراض وكيف يستطيعون المساعدة .