تشخيص التوحد

تشخيص التوحد

تشخيص التوحد

تبدأ قصة التوحد من الجينات، والتي ينتج عنها اختلاف في أداء الجهاز العصبي المركزي. وتظهر هذه الاختلافات على شكل سلوكيات التوحد .

وبالرغم من أن ظاهرة اضطراب طيف التوحد تنشأ من تغيرات في الدماغ إلا أن التشخيص لا زال يعتمد حتى يومنا هذا على أسس سلوكية؛ إذ لا يوجد فحص مخبري أو صورة شعاعية تستطيع أن تشخص حالات هذا الاضطراب.

منذ أن أصبح لهذا الاضطراب تشخيصًا موثقًا في مرجع تشخيص الأمراض العقلية عام ١٩٨٠م (DSM-III) مر هذا التشخيص بالعديد من التغيرات وهذا يرجع لسببين :

  1. تراكم المعرفة العلمية بالظاهرة: فمثلًا تم استثناء متلازمة اسبرجر كتشخيص مستقل، بعد أن وجدت هذه الدراسات بأن هذه المتلازمة لا تختلف بشكل جوهري وذو معنى عن باقي حالات التوحد.
  2. جعل التشخيص أكثر يسراً وسهولة: ففي طبعته الخامسة (DSM-V) تم دمج مجالين كانا مستقلين في الماضي وهما التواصل والأداء الاجتماعي إذ لا يمكن غالبًا فصل هذين المجالين بشكل حقيقي عن بعضهما البعض.

شروط تشخيص التوحد بناء على مرجع تشخيص الأمراض العقلية في نسخته الخامسة.

يظهر ثراء وتنوع هذه الظاهرة بمجرد إلقاء نظرة سريعة على مرجع تشخيص الأمراض العقلية في نسخته الخامسة؛ 2018 (DSM–V) إذ يتحدث هذا المرجع عن ” طيف التوحد ” فقط دون تحديد أنواع فرعية، ويعتمد تشخيص هذا الاضطراب على تحقيق شرطين أساسيين:

١. نقص في مجال التواصل الاجتماعي:

قد يكون ذلك على شكل صعوبة في بناء العلاقة واستدامتها، عدم القدرة على مشاركة الاخرين انفعالاتهم ومشاعرهم والاستجابة لها بشكل منطقي، ضعف في التواصل البصري أو فهم أو استعمال لغة الجسد.

٢. سلوكيات، نشاطات، اهتمامات محدودة ومتكررة:

مثل رفرفة الأيدي، إعادة كلمات المتحدث، الطقوس من نوع المشي في دوائر، الإصرار على الروتين ومقاومة التغيير، اهتمام شديد وتعلق مستمر بأشياء لا تثير الفضول في العادة مثل الخطوط المرسومة على ستائر الغرفة أو الهوس بترتيب الاشياء.

تشخيص التوحد

تخيل معي عدد الاحتمالات اللانهائي والذي يمكن صناعته بدمج بعض هذه السلوكيات مع بعض،
أضف الى ذلك الاضطرابات الحسية التي يعاني منها عددُ لا بأس به من أصحاب التوحد كفرط الاحساس تجاه مؤثرات معينة ( قد ينزعج مثلًا من أصوات عادية كصوت خلاط الطعام ).
أو خمول في الاحساس تجاه مؤثرات أخرى ( ضعف الشعور بالألم مثلاً )، فإنك ستكون أمام عدد لا يمكن حصره من الشخصيات عند أطفال التوحد.

الصفات المشتركة لدى الاطفال المصابون باضطراب طيف التوحد

قد يشترك هؤلاء الأطفال في شكلين أساسيين هما : نقص التواصل الاجتماعي والسلوكيات المكررة، إلا أن التفاصيل تجعل من كل طفل توحد حالة متفردة لا تكاد تشبه أية حالة أخرى.

يزيد من هذا التنوع والاختلاف وجود بعض المشاكل الأخرى والتي قد تكون مصاحبة للظاهرة؛ فهل قدرة الطفل اللغوية جيدة أو متأخرة؟ وماذا بشأن أدائه العقلي؟ إذ يعاني عدد لا بأس من هؤلاء الأطفال من التأخر العقلي، وقد يكون التوحد مصحوبًا بعوارض أخرى مثل القلق أو متلازمة فرط النشاط ونقص التركيز ، كما أن بعضهم يعاني من نوبات التشنجات والتي تستوجب تدخلًا طبيًا.

أضف إلى ذلك مشاكل النوم والتغذية ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك والتي تكون موجودة لدى هؤلاء الأطفال بنسبة أعلى مما هي لدى نظرائهم غير المصابين.