مقالات الدكتور فرات كريشان - ربو الأطفال والمدرسة

ربو الأطفال والمدرسة

عند الحديث عن ربو الأطفال والمدرسة، فلا بد من تناول الموضوع من عدة زوايا

أولًا: أثر ربو الأطفال على عملية التعلّم

يعد ربو الأطفال من أهم الأسباب المرضية للتغيب عن المدرسة؛ فكل يوم يتغيب فيه الطفل عند مدرسته يعتبر يومًا مهدورًا للتعلّم، وكلما زادت هذه الأيام الأيام كلما كانت الخسارة فادحة.
يُعرف التغيب المزمن عن المدرسة بعدم الحضور إليها لأكثر من ١٥ يومًا في العام الدراسي، وهو أمر شائع بين الأطفال الذي يعانون من الربو المزمن، وسيتناسب هذا التغيب بشكل مباشر مع تدهور الأداء الأكاديمي للطفل.

يعاني أطفال الربو من اضطرابات في النوم مما يؤدي إلى ضعف التركيز وبالتالي إلى فقر التحصيل العلمي

ولذلك فإن المرجعيات التي تعمل على الربو القصبي لدى الأطفال قد تناولت هذا الجانب بعين الاعتبار، فقد بيّن البرنامج الوطني الأمريكي للربو القصبي – التعليم والوقاية، أهداف علاج الربو بشكل واضح وهي:

  1. “السيطرة على ربو الأطفال القصبي وتقليل الأعراض التي يفرضها هذا المرض وذلك من خلال تقليل الحاجة الى البخاخات سريعة الفعالية
  2. الحفاظ على وظائف الرئتين أقرب ما يكون للطبيعي
  3. الحفاظ على مستوى طبيعي من نشاط الطفل بما في ذلك النشاط الحركي والتعلم في المدرسة

إذا حاولنا ترجمة ذلك على مستوى الطفل، نستطيع القول بأن هدف علاج ربو الأطفال يدور حول محاور ثلاث:

  1.  النوم، من الضروري تقييم جودة النوم لدى الطفل وإعادة ترتيب خطة العلاج بهدف تحسين هذه النوعية
  2. التعليم عن طريق تقليل التغيب عن المدرسة
  3. اللعب بحيث يحصل الطفل على حقه في اللعب وممارسة النشاطات اللامنهجية والترفيهية كباقي زملائه في الصف

ثانيًا: أثر ودور المدرسة في السيطرة على ربو الأطفال

يقضي الطفل ساعات طويلة في المدرسة، من المهم التأكد من أن الربو تحت السيطرة خلال هذا الوقت، ومن المهم كذلك أن تعرف امكانيات المدرسة وقدرتها على التعامل مع أعراض الربو والحالات الطارئة حال حدوثها .

فعندما لا يكون التحكم بربو الأطفال جيدًا أو كافيًا، فإن أداء الأطفال في القراءة، الكتابة والرياضيات غالبًا ما يكون أقل من زملائهم الذين يعانون من نفس المشكلة ولكن بسيطرة أفضل على الأعراض داخل غرفة الصف.

هذه بعض الأشياء التي تحتاج أن تفكر فيها إذا كان لديك طفل يعاني من ربو الأطفال

  • التعاون الحقيقي والفعال ضروري لمتابعة السيطرة على ربو الأطفال داخل المدرسة:
  1. في بداية كل عام دراسي، تواصل مع طبيب،ممرض المدرسة، الأساتذة، معلمي التربية الرياضية ومسؤول النشاطات؛ يحتاج هذا الكادر أن يعرف بأن الطفل يعاني من الربو القصبي، شدة المرض، العلاجات التي يأخذها وكيفية التصرف حال حدوث أي طارىء
  2. اطلب من طبيب الأطفال أن يقدم للمدرسة خطة عمل مكتوبة تتعلق بحالة الطفل، الأدوية التي يأخذها وإن كان بإمكانه استعمالها بنفسه أم يحتاج إلى كادر عيادة المدرسة لمساعدته في أخذها، من الضروري أن تحتوي خطة العمل على وصف دقيق، واضح وبسيط لكيفية استعمال البخاخات وال spacer وكيفية التصرف حال حدوث أعراض.
  3.  حافظ على تواصل وتعاون وثيق وفعال بينك وبين عيادة المدرسة وطبيب الاطفال حيث يتم متابعة الحالة، تطوراتها واجراء أية تعديلات على خطة العمل إن اقتضت الحاجة ذلك
  4. تأكد من أن عيادة المدرسة تحتوي على علاجات الربو سريعة الفعالية وبأن طفلك يستطيع الوصول إليها بسهولة
  5.  * هل لدى المدرسة سياسة واضحة للتعامل مع حالات الربو لناحية حصص التربية الرياضية والرحلات الميدانية؟ وهل لديها – كذلك – سياسة للتعامل مع الحالات الطارئة إن حدثت؟
  6.  * اطلب من كادر العيادة الرجوع إليك دائمًا بأية تطورات على أعراض الصغير
  • ابحث عن مثيراث ربو الأطفال في المدرسة

تعد بيئة المدرسة بنفس أهمية بيئة المنزل فيما يتعلق بمثيراث الربو، استعمل قائمة “هل مدرسة طفلي صديقة للربو؟ للتأكد من سلامة بيئة المدرسة”

  • هل يتكيف طفلك مع الربو بشكل جيد داخل المدرسة

تحدث مع طفلك حول سهولة تكيفه مع حالة الربو داخل المدرسة، ناقش نفس الموضوع مع الأساتذة، معلمي التربية الرياضية وكادر العيادة.

ثالثًا: بعض أهم المشاكل التي يواجهها الطلاب المصابين بربو الأطفال داخل المدرسة

  • الغياب عن المدرسة بسبب أعراض الربو أو زيارة طبيب الاطفال
  • تجنُّب الرياضة والنشاطات المدرسية، تحدث مع طبيب الاطفال وكادر المدرسة لتشجيع الطفل على المشاركة في هذه النشاطات
  • عدم أخذ طفلك للعلاج قبل النشاطات الرياضية، حيث يتجنب بعض الاطفال الذهاب للعيادة لأخذ علاجاتهم ، يمكن التعامل مع هذه المشكلة عن طريق السماح للطفل بحمل علاجه معه واستعماله بنفسه، ينطبق ذلك فقط على الاطفال الذين يستطيعون استعمال علاجاتهم بأنفسهم.
  • الاستهزاء والتنمر بالاطفال المصابين بالربو، ينبغي أن يكون للمدرسة سياسة واضحة وحازمة للتعامل مع هذه المواقف

قائمة ” هل مدرسة طفلي صديقة لربو الأطفال؟ “
Checklist: is your child`s school Asthma friendly

يحتاج الأطفال الذين يعانون من الربو القصبي إلى دعم اضافي من قبل مدارسهم للإبقاء على حالتهم قيد السيطرة، مع الحفاظ على نشاطهم الحركي والرياضي ومشاركة زملائهم في نشاطات المدرسة ما أمكن

هل تستطيع مدرسة طفلك تقديم هذا الدعم ؟

استعمل هذه القائمة لتقرير ذلك

  1. هل مباني وملاعب المدرسة خالية من التدخين في جميع الأوقات؟
  2. هل باصات ومركبات المدرسة بشكل عام خالية من التدخين؟
  3. هل نشاطات المدرسة ورحلاتها الميدانية خالية من التدخين؟
  4. هل تسمح سياسات المدرسة للأطفال المصابين بالربو بحمل علاجاتهم معهم واستعمالها بأنفسهم إن أمكنهم ذلك؟
  5. هل يتوفر في عيادة المدرسة علاجات للربو سريعة الفعالية؟
  6. هل يستطيع الطفل الوصول إليها بسهولة ؟ هل يستطيع الكادر الطبي اعطاء العلاج؟
  7. هل يوجد لدى مدرسة طفلك سياسة مكتوبة للتعامل مع حالات الربو الطارئة؟
  8. هل تحتوي ملفات الطلاب الذين يعانون من الربو على خطة عمل يتم تحديثها بانتظام تتناول حالتهم الصحية بانتظام، العلاجات التي يأخذونها و كيفية التصرف في حالة تطور أعراض؟
  9. هل يوجد طاقم طبي في مباني المدرسة خلال ساعات الدوام وبشكل دائم؟
  10. هل يتابع الكادر الطبي وبشكل منتظم حالات الطلاب الذين يعانون من الربو؟
  11. هل يساعد الكادر الطبي في المدرسة الطلاب الذين يعانون من الربو على أخذ علاجاتهم والاندماج في النشاطات الرياضية و الرحلات الميدانية؟
  12. إذا لم يكن الكادر الطبي موجودًا بشكل دائم، فهل يقوم طبيب المدرسة بمتابعة ملفات وحالات الطلاب الذين يعانون من الربو وبشكل منتظم؟
  13. هل يقوم الكادر الطبي في المدرسة بتعليم طواقم المدرسة المختلفين –معلمين، سائقين، مساعدين – عن مرض الربو القصبي في الاطفال؛ أعراضه، علاجاته، الحالات الطارئة وخطة العمل بشكل عام؟
  14. هل يتم ادخال موضوع الربو القصبي في حصص العلوم، الصحة و الاسعافات الأولية بشكل مناسب؟
  15. هل يستطيع الاطفال الذين يعانون من الربو من ممارسة النشاطات الرياضية و الرحلات الميدانية مع زملائهم بشكل آمن؟
  16. هل تتوفر أدوية الربو سريعة الفعالية بالقرب من ساحات اللعب بحيث يستطيع الطفل استعمالها وقائيًا قبل النشاط أو اإذا دعت الحاجة لذلك؟
  17. هل يتوفر للطلاب المصابين بالربو خيارات رياضية أخرى مختلفة عن الآخرين اذا اقتضت الحاجة الطبية ذلك؟
  18. هل يستطيع الطلاب الذين يعانون من الربو اختيار نشاطات رياضية مختلفة عن الآخرين دون التعرض للسخرية او إنقاص درجاتهم؟
  19. هل تحاول المدرسة الحد من تعرض الطلاب لمثيرات الربو؟
  20. هل يوجد أي من الملاحظات التالية؟
    – صراصير؟
    – غبار يغطي مرافق المدرسة ، استعمال مبالغ فيه للسجاد، المفروشات القماشية والالعاب المحشوة؟
    – رطوبة مرتفعة او عفن يغطي الجدران؟
    – حيوانات اليفة ذات فراء؟
    – روائح قوية مثل ؛ الدهان ، معطرات الجو ، مواد التنظيف و طاردات الحشرات؟ .
  21. هل لدى المدرسة سياسة واضحة تمنع الاستمرار بتشغيل المركبات وهي واقفة في مرافقها؟
  22. هل تتعاون المدرسة بشكل حقيقي و فعال مع الأهل و أطباء الأطفال في سبيل الاستمرار بتحسين أوضاع الطلاب الذين يعانون من الربو؟

       اذا كانت الإجابة على أي من الملاحظات الموجودة في القائمة هي “لا” فهذا يعني بأنه من الصعب الحفاظ على استقرار حالة الطلاب الذين يعانون من الربو مما يؤثر على حضور الطالب، مشاركته و تقدمه في المدرسة .

     ينبغي أن يعمل كادر المدرسة، الأطباء و الأهل على تطوير أداء المدرسة  بحيث تصبح أكثر رعاية للطلاب المصابين بالربو وذلك لتعزيز صحتهم و تعليمهم .