ما هو اضطراب طيف التوحد؟

ينشأ اضطراب طيف التوحد من مشاكل في الدماغ وتظهر هذه المشاكل على شكل إعاقات تطورية تتركز غالبًا قي ثلاث مجالات:

  • مشاكل لغوية: إذ يعاني أغلبهم من صعوبات في التواصل اللغوي.
  • ضعف وإعاقة في التفاعل الاجتماعي.
  • اهتمامات محدودة ذات محتوى ضيق وسلوكيات مكررة.


يكون اضطراب طيف التوحد موجودًا منذ الولادة ولكن لا يمكن تشخيصه في الشهور الأولى، إذ أن المجالات التطورية التي يظهر من خلالها مثل اللغة و التفاعل الإجتماعي يحتاج إلى وقت كي تتطور بشكل جيد وواضح بحيث يمكن الحكم بشكل عملي بأن الطفل يعاني من مشاكل فيها.

عبر زيادة وعي الأهل وأطباء الأطفال على حدٍ سواء بهذه الظاهرة وإنتاج الكثير من الاختبارات السلوكية والتطورية (M-CHAT,ASQ-SE2)، أصبح من الممكن تشخيص حالات التوحد بشكل مبكر وبالتالي التدخل مبكرًا للتعامل معها.

هل اضطراب التوحد شائع؟

تشير آخر الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC 2018)
إلى أن طفلاً من بين 59 يعاني من اضطراب طيف التوحد.

  • يتم تشخيص ٢٤,٠٠٠ طفلًا سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الاضطراب.
  • في الفئة العمرية دون سن ٢١ سنة فإنه يوجد أكثر من نصف مليون شخص يعانون من هذا الاضطراب في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • ينتشر هذا الاضطراب في الذكور أكثر من الإناث بنسبة ١:٥

هل اضطراب التوحد في ازدياد؟

إزدادت حالات التوحد التي تم تسجيلها بدءًا من عام ١٩٩٠، ولهذه الزيادة أسباب كثيرة:

  • ازدياد وعي الأهالي بهذا الاضطراب.
  • يقوم أطباء الأطفال باستعمال الاختبارات السلوكية والتطورية بشكل أكبر مما يؤدي إلى زيادة الحالات التي يتم تشخيصها بشكل مبكر.
  • تم تغيير معايير تشخيص هذا الاضطراب، إذ كان التشخيص في الماضي مقتصراً على الحالات الشديدة فقط.

خصائص وسمات الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد:

بعض العلامات التي قد تظهر لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد:

  • تجنب التواصل البصري.
  • عدم الاستجابة لاسمه عند النداء عليه.
  • لا يستجيبون بالنظر إلى الأشياء عند الإشارة إليها من شخص آخر، ولا يشيرون للأشياء التي تثير اهتمامهم.
  • يكررون الكلمات والعبارات التي يسمعونها بدلًِا من بناء حوار فعال.
  • يكررون بعض التصرفات مثل الهز والرفرفة بالأيدي.
  • يجدون صعوبة في التواصل والتعبير عن احتياجاتهم.
  • يتضايقون عند تغيير الأشياء والروتين أو الانتقال من نشاط إلى آخر.
  • يعانون من مشاكل في الاستجابة للمؤثرات الحسية ( اللمس، السمع، الشم، الذوق) ويظهر ذلك من خلال ردود فعل مبالغ فيها للمؤثرات الحسية أو انخفاض شديد في مستوى الاستجابة لمؤثرات تعتبر مؤذية، مؤلمة أو حتى خطرة.

عند تشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد، غالبًا ما يتذكر الأهل بعض التصرفات والسلوكيات والتي لم يعتبونها مهمة أو لافتة في حينه:

  • اللعب بالألعاب بشكل مختلف ( ترتيب ألعاب السيارات في صفوف بدلاً من محاولة التظاهر بقيادتها).
  • ضعف التواصل البصري
  • عدم تبادل الأدوار في الحديث، تظهر هذه المهارة للطفل عند عمر الستة شهور وحتى قبل قدرته على الكلام، إذ يبدأ الطفل بإصدار بعض الأصوات ثم ينتظر الطرف الآخر للحديث بدوره.
  • عدم الاستجابة لأصوات الآخرين في محيطه.
  • عدم الاكتراث بالأصوات البشرية تحديداً، في حين يكون شديد الحساسية للأصوات الأخرى مثل المكنسة الكهربائية.
  • تتأخر لديه البرطمة أو البربرة (Babbling) لما بعد الشهر التاسع.
  • يتأخر أو لا يستعمل وسائل التواصل الجسدية ( لغة الجسد) مثل التوديع ( باي باي) أو الاشارة بأصبعه إلى الأشياء التي تثير اهتمامه.
  • لا يبدي اهتمامًا حقيقيًا بالتواصل الاجتماعي.

بالرغم من كل ذلك ينبغي أن تعرف بأن كل الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد:

  • قادرون على بناء علاقات عاطفية مع الآخرين في مجتمعهم بالرغم من الطبيعة المضطربة لهذه العلاقات.
  • تتحسن بعض السمات والمشاكل لديهم بالتدخل والرعاية ولكنهم لا يتجاوزون أو “يشفون” من الاضطراب.
  • يعاني نصفهم من إعاقات عقلية تؤثر على قدرتهم على التعلم.
  • يعانون من صعوبات في تعلم الارشادات والتعليمات، مما يؤدي إلى حالة من القلق والاضطراب قد تظهر أحياناً على شكل انفعالات واندفاعات عنيفة قد تفسر على أنها سلوكيات عدائية.
  • ينحدر أطفال التوحد من جميع الأعراق والطبقات الاجتماعية.

بسبب اختلاف طبيعة الأعراض وشدة كل منها في كل حالة، فإن لكل طفل سماته وصفاته الخاصة، واحتياجاته المحددة وبالتالي فإن نوع الدعم والرعاية المقدمة لكل حالة يختلف عن الحالة الأخرى. إذا أضفنا إلى ذلك طبيعة البيئة الجتماعية التي يعيش فيها الطفل فإن ذلك يجعل من التقييم الدقيق لكل حالة ضرورة ملحة وأساسية لبناء خطة التدخل لمتابعة هذه الحالات وتأهيلها.

نستنتج من ذلك:

إن التعامل مع حالات التوحد يحتاج إلى فريق متكامل يتكون غالبًامن:

  • أخصائي أطفال.
  • أخصائي أعصاب أطفال.
  • أخصائي الطب النفسي-أطفال.
  • معالج نفسي مختص بالأطفال.
  • أخصائي لغة ونطق.
  • أخصائي صعوبات تعلم.
  • أخصائي علاج وظيفي.

“إن البرامج والاجراءات التي تنجح مع طفل معين لا تصلح بالضرورة لطفل آخر”

بعض أهم العناصر في خطة رعاية الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد:

  • كلما كان التدخل مبكرًا أكثر كلما كانت النتائج أفضل وأقل كلفة.
  • تدعم معظم الأبحاث التدخل السلوكي المكثَّف للتعامل مع أعراض التوحد مثل بعض برامج التعليم والتحليل السلوكي التطبيقي.
  • من أهم عناصر تأهيل أطفال التوحد هو علاج النطق واللغة؛ إذ يعاني أغلبهم من مشاكل في هذا المجال، ومن الهام جدًا تطوير بعض مهارات التواصل مثل الانتباه المشترك قبل البدء بتعليم الطفل اللغة.
  • العلاج الوظيفي: يساعد الطفل على القيام بنشاطاته اليومية بنفسه دون مساعدة كبيرة، كما ويجعله أكثر تقبلًا للمؤثرات الحسية في محيطه (الأصوات، اللمس، الروائح) بحيث يستطيع الإستجابة لها بشكل طبيعي.
  • يتم تأهيل الأطفال دون سن  الثالثة من خلال برامج التدخل المبكر.
  • يحتاج الأطفال بعد عمر الثالثة إلى خدمات أخصائي صعوبات التعلم بحيث يصبح أكثر استعداداً للمدرسة.

هل يحتاج أطفال اضطراب طيف التوحد إلى علاجات؟

  • قد يقوم الأطباء بصرف بعض الأدوية للتعامل مع حالات التشنجات، القلق، الوساوس، النشاط الزائد، التوتر، العدوانية.

هل يحتاج أطفال اضطراب التوحد إلى نظام غذائي خاص؟

  • هناك العديد من البرامج الغذائية التي تقدم لأطفال اضطراب طيف التوحد على أنها علاجية، لا يوجد سند علمي حقيقي لهذه الاجراءات وبالتالي فإنه لا داعٍ لها.
  • قد يقدم الأهل لأطفالهم طعامًا خاليًا من الغلوتين أو الكازيين (بروتين الحليب)، بعض الأدوية لعلاج الفطريات أو الفيتامينات والمكملات الغذائية.

لا يقتصر الأمر على أن هذه الإجراءات لا تستند إلى دليل علمي حقيقي وبالتالي فهي غير مفيدة بل بتعدى ذلك أيضًا إلى أن بعضها قد يكون له آثار سلبية

بيئة الطفل:

  • إن هندسة الغرف الصفية واختيار المعلم من العوامل المهمة في دمج الطفل في الروضة أو المدرسة، ينبغي اختيار المعلم والصف المناسبين حتى نضمن بأن جميع الأطفال سيحصلون على حقهم في التعلم.
  • تسهم البيئة المحيطة بالطفل في تعلمه، إن ترتيب هذه البيئة بشكل جيد حيث تكون أماكن الاشياء عملية ومتوقعة، يجعل من الطفل أقل اندفاعاً وأكثر هدوءاً ويزيد من احتماليات نجاحه في عملية التعلم وتشمل هذه البيئة:
    • ترتيب الغرف الصفية.
    • برنامج يومي واضح.
    • جداول عمل بصرية تجعل من السهل فهمها.
  • ينبغي تطوير هندسة المكان لجعلها مراعية لأطفال اضطراب التوحد حال نشوب حريق

حالات طارئة يكون أطفال اضطراب طيف التوحد أكثر عرضة لها:

  • الضياع، حيث يقوم الطفل بالتجوال على غير هدى مما يؤدي إلى ابتعاده عن البيت أو المدرسة، يُعد ذلك -للأسف – من أهم أسباب الوفاة في هؤلاء الأطفال ، إن الدعم المستمر للطفل من قبل شخص بالغ والعمل على هندسة المكان (أبواب صعبة الفتح مثلاً) يجعل من هذه الظاهرة أقل حدوثًا.
  • الاندفاعات والانفعالات التي قد تشكل خطرًا على زملاء الطفل ومعلميه، ينبغي وضع خطة سلوكية شاملة للتعامل مع هذه الظواهر.
  • يعاني ٢٥% من أطفال التوحد من التشنجات والتي تستدعي علاجاً طبيًا، أغلب هذه النوبات تبدأ بالظهور قبل عمر السنتين أو عند البلوغ.