ما هي أسباب اضطراب طيف التوحد؟

لهذا الاضطراب أسبابٌ كثيرة وعلى رأسها العامل الوراثي، فإذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من اضطراب طيف التوحد فإن ذلك يرفع من فرص إخوته بالإصابة بنفس الاضطراب بواقع ( ١٠-٢٠ ) ضعفًا.

ليس هذا فحسب؛ بل إن أقرباء أطفال التوحد غالبًا ما يعانون من بعض المشاكل الاجتماعية والسلوكية، والتي لاترقى في شدتها إلى أن تصنف ضمن اضطراب طيف التوحد.
فقد تجد بعضهم لا يراعي الأعراف والقيم الاجتماعية، ذو قدرة ضعيفة على بناء الصداقات والعلاقات، أو قد يكرر بعض التصرفات بشكل مبالغ فيه وملفت للأنظار.

ينتشر طيف التوحد بشكل أكبر في بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة الكروموسوم إكس الهش (Fragile x syndrome)،
التصلب الحدبي ( Tuberous sclerosis )،وبعض الأمراض الأخرى.، إلا أن الغالبية العظمى من أطفال التوحد لا يعانون من أي من هذه الأمراض، كما يعتبر هذا الاضطراب أكثر انتشارًا في الأطفال الخُدج .

من المهم استثناء هذه الأمراض الوراثية واكتشافها عند تقييم حالات اضطراب طيف التوحد. لأن هذه الأمراض تؤثر على أجهزة متعددة في الجسم، فإن التعامل معها – حين تشخيصها – يتضمن وضع خطة علاجية تأخذ هذه المشاكل بعين الاعتبار، فلا ينصرف التقييم والتأهيل إلى ظاهرة التوحد لوحدها، بل يتعداه إلى البحث في مظاهر هذه الأمراض بشكل شمولي ومتابعة تفاصيل هذه المشاكل والتعامل معها.
اضطراب طيف التوحد هو ليس وراثياً بالكامل وتلعب العوامل البيئية دوراً فيه . الا أننا لا زلنا لا نعرف الكثير عن هذه العوامل الى الآن .

عوامل أخرى

  • .يعتبر الأطفال الخدج أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بإضطراب طيف التوحد
  • . إن إصابة الأم الحامل وخلال الثلث الأول من حملها ببعض الفيروسات مثل: الحصبة، الحصبة الألمانية والنكاف تزيد من خطورة إصابة الطفل لاحقًا بإضطراب التوحد، غالبًا ما تكون مظاهر التوحد في هذه الحالات جزءًا من مشاكل عصبية أعم وأوسع.
  • . ارتفاع عمر الأب تحديدًا والأم فوق الثالثة والأربعين عند الحمل، إلا أن هذا الإرتباط لم يتم تأكيده في جميع الدراسات

هل توجد علاقة بين اضطراب طيف التوحد والمطاعيم؟

يعتقد بعض الناس بأن هناك علاقة بين المطاعيم وبين اضطراب طيف التوحد، تم إجراء العديد من الدراسات الكبيرة وفي مناطق مختلفة من العالم لاكتشاف هذه العلاقة، لم يجد أي منها رابطًا بين المطاعيم – بما في ذلك مطعوم الثلاثي الفيروسي- والتوحد.
أضف إلى ذلك بأن الدراسة الوحيدة والتي ألمحت إلى وجود هذه العلاقة، ثم سحبها بشكل نهائي من الأدبيات الطبية بعد اكتشاف ممارسات غير علمية في تنفيذها. لم تجد الدراسات كذلك أية علاقة بين الزئبق ومشتقاته مثل الثيميروسال والتوحد. وعلى كل الأحوال فإنه وابتداءً من عام ٢٠٠٠م، فإن جميع المطاعيم أصبحت خالية من الزئبق ومشتقاته.

مالذي نعرفه عن تطور الدماغ والتوحد؟

ما زلنا لا نعرف المشاكل المحدّدة التي تحدث في الدماغ وتؤدي إلى التوحد. إلا أن هناك العديد من الظواهر التي تحدث في أطفال التوحد أكثر من غيرهم.

  • فمثلًا؛ يميل دماغ أطفال التوحد إلى النمو بشكل أسرع من باقي الأطفال خلال السنة الأولى من حياتهم، ويظهر ذلك على شكل تسارع في زيادة محيط الرأس وحجمه. لكنَ هذه الظاهرة وإن حدثت بشكل أكبر في أطفال التوحد فإنها لا تعتبر ظاهرة خاصة أو تشخيصية. فالطفل الذي ينمو محيط رأسه بشكل سريع ليس من الضروري أن يكون مصابًا باضطراب طيف التوحد، وقد يزيد محيط الرأس في أطفال التوحد بشكل طبيعي.
  • هناك بعض التشوهات العصبية الدقيقة والتي يمكن رؤيتها بشكل مجهري في بعض مناطق دماغ أطفال التوحد، مثل تلك المسؤولة عن العواطف والمشاعر ( الجهاز الطرفي / Limbic System )، والمسؤولة عن الحركة والتوازن ( المخيخ / Cerebellum ).
  • يُظهر بعض أطفال التوحد مشاكلًا في المواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ والتي تُعد أساسية في تطوره وتنظيم وظائفه، إلا أنه لم يتم اكتشاف مادة كيميائية بعينها يكون وجودها مضطربًا ومختلًا في جميع أطفال التوحد.
  • تُظهر بعض المناطق في الدماغ خللًا وظيفيًا في أطفال التوحد، مثل المناطق المسؤولة عن تمييز الوجوه، تحليل اللغة أو التقليد.

ما تزال هذه الأبحاث والدراسات في بدايتها، ولا يُعد تصوير الدماغ أو البحث في كيميائه من أُسس تقييم أطفال التوحد حاليًا.