خدماتنا

الرئيسية | خدماتنا | فحص النظر والسمع

فحص النظر والسمع للأطفال

الحواس – وخاصة السمع والنظر – هي ادوات اطفالنا في التعرف إلى العالم واكتشافه، إن التحقق بشكل منتظم من صحة هذه الأدوات وكفاءتها يضمن حصول الطفل على صورة حقيقية للعالم من حوله؛ تتيح له بناء مفاهيم صحيحة حول الأشياء والأشخاص وتقدم له انطلاقة قوية نحو المستقبل.

الاختبارات التطورية للأطفال

تعد عيادة الأطفال من الأماكن التي يتردد عليها الأطفال وأهاليهم في سنواتهم الأولى وهي مرحلة أساسية يبني فيها الطفل أسس تطوره الجسدي، العقلي، النفسي والتطوري، لذلك فإن وجود الطفل في العيادة هو فرصة ذهبية للعمل على نمو الطفل وتطوره في هذه المرحلة التكوينية الخطيرة .

فحص النظر الإلكتروني للأطفال

لنتصور مدى أهمية الموضوع، دعنا نتخيل ما يلي: عندما نكبر وتبدأ حدة أبصارنا بالضعف ويصبح العالم مشوشاً فإننا نستطيع البحث في ذاكرتنا لنتأكد بأن ما نراه ليس هو الشكل الحقيقي للعالم، مما يدفعنا لطلب مساعدة طبيب العيون.
ولكن تخيل معي بأن طفلاً ما قد ولد وهو يعاني من مشكلة في النظر، بالتأكيد سيعتقد بأن الصورة المشوشة التي يراها هي شكل العالم الحقيقي، إذ أن هذه الصورة هي الوحيدة التي يمتلكها عن هذا العالم ولن يستطيع المقارنة بالصورة الأخرى الحقيقية التي نمتلكها.
وبالتالي يبدأ هذا الطفل ببناء أفكاره وتصوراته وتجاربه عن العالم بناءً على صور مشوشة وغير حقيقية مما يجعل بناءه العقلي ضعيفاً ومهزوزاً .

“اكتشاف مشاكل النظر مبكراً يجعل من حلها في الغالب عملية سهلة “

تكمن أهمية فحص النظر في أن اكتشاف هذه المشاكل مبكراً يجعل من حلها في الغالب عملية سهلة – نظارة طبية وغيرها– أما التأخر في الاكتشاف فقد يؤدي إلى تدهور في وظائف العين وبالتالي كسل العين وأحياناً قد تصل الأمور الى درجة فقد الإبصار لا قدر لله. وللأسف فإن هذه المشاكل لا تعد نادرة إذ تتراوح نسبتها بين % 2 في حالة كسل العين وحتى % 20 في مشاكل مثل الأستجماتيزم.
من أجل ما تقدم فقد اجتمعت ثلاث مؤسسات عالمية كبرى هي:
الجمعية الأمريكية لطب الأطفال، الجمعية الأمريكية لطب عيون الأطفال والجمعية الأمريكية لفاحصي النظر المرخصين.
وأطلقت تقريراً مشتركاً أكدت فيه على أهمية إجراء فحص النظر الإلكتروني لجميع الأطفال بدءاً من عمر 18 شهر وبشكل سنوي بعد ذلك وصولاً إلى عمر ستة سنوات.

فحص النظر للأطفال في الحكيم فرات

كمن مشكلة فحص النظر في هذه الأعمار في أن الطفل لا يستطيع التعاون في اختبارات الإبصار الروتينية المتعارف عليها حيث تعد غير مناسبة ما قبل عمر الروضة. ولذلك فقد تداعت شركات الهندسة الطبية لتوفير حلول لهذه المشكلة ونتج عن هذا الجهد ما يسمى بفحص النظر الإلكتروني. حيث يقوم الطفل بالنظر فقط إلى جهاز يشبه الكاميرا والذي يقوم بدوره بقياس جميع أبعاد كرة العين والتناسق في محور العينين وبالتالي اكتشاف المشكلة حال وجودها. وكالمعتاد؛ نؤمن في الحكيم فرات بأهمية طبيب الأطفال في اكتشاف هذه المشاكل مبكراً، لذلك قمنا بتقديم أحدث ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال حيث يستطيع و Welch Allyn spot vision screener : من خلال جهاز دون إزعاج للطفل وخلال دقائق قليلة إظهار أهم مشاكل النظر وبدقة متناهية

تالياً بعض أهم المشاكل التي يستطيع الجهاز اكتشافها:

كسل النظر ( Amblyopia ) 
وهي ضعف الإبصار في العين وتنتج غالباً عن مشاكل مثل الحول، طول وقصر النظر، الماء الأبيض في العين…إلخ. إذا تم تشخيص ( 10 – الحالة مبكراً ما قبل المدرسة؛ فغالباً ما تكون الاستجابة للعلاج ممتازة، أما في حال تأخر الاكتشاف لما بعد عمر ( 9 سنوات فيصبح عندها العلاج أكثر صعوبة وقد يؤدي إلى العمى.


الاستيجماتزم ( Astigmatism ) 
وهو باختصار صورة مشوشة للأجسام القريبة والبعيدة، وتكون المشكلة غالباً في انحناء القرنية أو العدسة مما يمنع الضوء من التركز في بؤرة واحدة على شبكية العين، ويتشتت بدلاً من ذلك في بؤر متعددة. ويترافق الاستيجماتزم عادة مع قصر أو طول النظر.


طول النظر ( Hyperopia ) 
يرى الطفل الأجسام البعيدة أوضح من القريبة، وذلك غالباً بسبب صغر حجم كرة العين، مما يؤدي إلى تركيز الضوء خلف الشبكية وليس على سطحها كما هو في الحالات الطبيعية. وإذا كان طول النظر شديداً فإنه قد يؤدي إلى كسل النظر في إحدى العينين أو كلتيهما، وقد يؤدي طول النظر كذلك إلى الحول. يمكن تفادي كل هذه النتائج السلبية بالاكتشاف المبكر لدى طبيب الأطفال حيث يكون العلاج بسيطاً – غالباً نظارة طبية.


قصر النظر ( Myopia ) 
وهو أن يرى الطفل الأجسام القريبة أوضح من البعيدة إذ تقوم العين –عادة- بتركيز الضوء أمام الشبكية وليس عليها بشكل مباشر مما يؤدي إلى تشويش في صورة الأجسام البعيدة. وفي حال كان قصر النظر شديداً ولم يتم التعامل معه مبكراً – عادة عن طريق نظارة طبية – فإنه غالباً ما يؤدي إلى كسل النظر.


الحول ( Strabismus ) 
يحدث الحول عندما تكون نظرة العينيين غير متناسقة، فيمكن أن تتحرك إحدى العينيين للداخل أكثر أو للخارج أو لأعلى أو لأسفل مقارنة بالعين الاخرى وقد يكون الحول دائماً أو لحظياً ولكن متكرراً. وهنا، يلعب طبيب الأطفال دوراً أساسياً في اكتشاف الحول مبكراً اذ أن تأخر اكتشافه قد يؤدي إلى كسل النظر.


اختلاف حدة النظر (Anisometropia) 
تكون حدة النظر مختلفة بين العينيين، إذ قد تكون إحداهما طبيعية بينما الأخرى مصابة بقصر أو طول النظر، أو قد تكون العينان مصابتان بطول أو قصر النظر ولكن بدرجات متفاوتة، كما قد تكون إحدى العينيين مصابة بطول النظر والأخرى بقصر النظر. إن التأخر في اكتشاف هذه المشاكل غالباً ما يؤدي إلى كسل النظر.

فحص السمع للأطفال وحديثي الولادة

أثبتت الدراسات العلمية التي يقوم عليها عدد من الجهات العالمية ذات الاختصاص أنه يولد طفل واحد من بين كل ألف مولود فاقداً للسمع بشكل كامل. وعندما يكون الطفل فاقداً للسمع فإنه لن يستطيع أن يتكلم أو يكتسب مهارات التواصل اللغوي الطبيعي، فنحن في النهاية ننطق ما نسمع.
وتعد اللغة ميزة إنسانية بحق، إذ نستطيع من خلالها التواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعرنا وانفعالاتنا، كما أنها تعد الأداة التي يستطيع من خلالها البشر نقل مخزونهم الثقافي والعلمي عبر الأجيال (عملية التعلم).

” يولد طفل واحد من بين كل ألف مولود فاقداً للسمع بشكل كامل “

إن عدم القدرة على الكلام لا تترك أثرها فقط على التواصل؛ بل تتعداه لتؤثر وبشكل عميق في جوانب أساسية من تطور الطفل مثل الأداء العقلي والانفعالي والاجتماعي والكثير من الجوانب التي لها تأثير مباشر على حياته وتطوره.
وحتى تدرك مدى خطورة الأمر؛ حاول أن تضع نفسك مكان طفل لا يسمع، يكون العالم بالنسبة له تجربة صامتة تخلو من كثير من البهجة، كما أن حرمانك من التواصل مع الآخرين – وهي فطرة انسانية – تضعك في حالة من الإحباط الشديد قد تؤدي إلى ظهور سلوكيات حادة مثل الانطواء، الاكتئاب وقد تصل إلى العنف والعدوانية أحياناً.

“نستطيع تجاوز ذلك كله بالاكتشاف المبكر من قبل طبيب الأطفال “

نستطيع تجاوز ذلك كله بالاكتشاف المبكر من قبل طبيب الأطفال، حيث أن الاكتشاف المبكر يمنح الطفل فرصة حقيقية للتدخل المبكر، وذلك من خلال محاولة تصويب مشكلة السمع لديه، وقد حقق العلم خطوات جبارة في هذا المجال، حتى وإن لم يكن ذلك ممكناً طبياً فإن التدخل يتخذ أشكالاً أخرى مثل لغة الإشارة فنكون بذلك قد وضعنا الطفل – منذ البداية – في مكانه الصحيح، عنصراً فاعلاً متعلما ومشاركاً في مجتمعه، ويمتلك أدوات تواصل بديلة تخفف من وطأة الحالة عليه.
يحقق التدخل المبكر إنجازاً هاماً للطفل على صعيد تطوره، إذ يضعه على قدم المساواة مع أقرانه ويتيح له فرصة للتقدم والإنجاز وتحقيق ذاته.
في المقابل فإن التأخر في اكتشاف هذه المشكلة كلما كان كبيراً كان التدهور في أداء الطفل أكبر، وكان التدخل المتأخر لإعادة تأهيل هذا الطفل أكثر كلفة وأقل مردوداً من ناحية النتائج المنشودة.

لذلك توصي الجهات العالمية ذات الاختصاص مثل منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية لطب الأطفال بالتالي:

١. ينبغي إجراء فحص السمع لجميع الأطفال حديثي الولادة ضمن مدة أقصاها شهر واحد.
٢. في حال تبين وجود مشاكل في السمع في الاختبار الأول فينبغي إجراء تقييم شامل للتأكد من وجود المشكلة وأسبابها، وذلك من خلال اختبارات أكثر عمقاً وتفصيلاً على أن لا يتجاوز ذلك الشهر الثالث من عمر الطفل.
٣. في حال ثبوت وجود مشاكل في السمع لدى الطفل يتم المباشرة وبشكل سريع بإجراءات التدخل المبكر الطبية والتأهيلية وذلك قبل بلوغ الطفل شهره السادس.

وبالنظر إلى أن مشاكل السمع لا تقتصر على حديثي الولادة، فإن طبيب الأطفال بصفته حارساً على تطورهم؛ يتحمل مسؤولية متابعة تطور الطفل في مجالات اللغة والتواصل وذلك عن طريق التقييم الروتيني لأداء الطفل التطوري عند أعمار إذ قد يلجأ طبيب الأطفال لإعادة تقييم السمع لدى الطفل إن ظهرت ASQ- 36،24،18،9 شهراً، وذلك من خلال اختبارات مثل 3 لديه مشاكل في الجانب اللغوي أو التواصلي.

يحقق التدخل المبكر إنجازاً هاماً للطفل على صعيد تطوره، إذ يضعه على قدم المساواة مع أقرانه
ويتيح له فرصة للتقدم والإنجاز وتحقيق ذاته.
في المقابل فإن التأخر في اكتشاف هذه المشكلة كلما كان كبيراً كان التدهور في أداء الطفل أكبر،
وكان التدخل المتأخر لإعادة تأهيل هذا الطفل أكثر كلفة وأقل مردوداً من ناحية النتائج المنشودة.

من هنا، وبالاستناد إلى إيماننا العميق في الحكيم فرات بأهمية الاكتشاف والتدخل المبكر فقد أدخلنا مبكراً إلى منظومة خدماتنا فحص السمع لحديثي الولادة من خلال أحدث الاجهزة العالمية وهو جهاز صديق للرضيع ذو نتائج بالغة ،(Titan interacoustics) الدقة والسرعة، إذ لا يحتاج إكمال الفحص لأكثر من دقائق
ASQ معدودة. كما وقمنا بتوفير الاختبارات التطورية مثل 3 بالنسخة العربية انسجاماً مع التوصيات العالمية بضرورة المتابعة الروتينية لتطور الطفل. وفي سبيل بناء منظومة متكاملة لمساعدة الطفل واختصار كثير من الوقت؛ فقد أنجزنا شراكات معتمدة مع مراكز السمع لإجراء فحوصات مفصلة حال الحاجة إليها ومع نخبة مع أخصائيي الأنف والأذن والحنجرة في الحالات التي تستدعي اتخاذ إجراءات طبية للتعامل مع مشاكل السمع.

“ في طب الاطفال لا يمكن فصل الطبي عن العقلي أو النفسي أو التغذوي. الطفولة هي كل هذه الأشياء معًا. ورعاية الطفولة تتطلب الاهتمام بكل هذه التفاصيل. فطبيب الأطفال هو الشريك الحقيقي للأهل في رحلة رعاية اطفالهم ”.
– الدكتور فرات كريشان –
أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة